التدرب على الألتراساوند يتطلب عدة مهارات من قبل المدرب والمتدرب. وذلك لأنها تتطلب الجمع بين المعرفة النظرية والمهارات العضلية العصبية للتوفيق بين حركة اليد وماتقرأه العين. وقد شهدت في خبرتي المتواضعة كمقدم لدورات وورش عمل في الألتراساوند وحتى كمتدرب العديد من الأخطاء في طرق التعليم وإدارة المجموعات التدريبية. ولكني أيضا شهدت على عدة استراتيجيات مميزة لاحظت فائدتها المباشرة في تحسين تعلم المتدربين.
قرأت قبل فترة بحث يلخص أهم عشرة استراتيجيات لتحسين تعليم الموجات فوق الصوتية للمجموعات (الرابط). أحببت أن ألخص لكم هذه الاستراتيجيات في هذه التدوينة بتصرف وإضافة من خبرتي في مجال تدريب الموجات فوق الصوتية للمبتدئين والمتقدمين..
الاستراتيجية ١/ تقييم احتياج وتوقعات المتدربين من الدورة قبل بدايتها.
الدورة عادة ستتكون من متدربين بخبرات مختلفة وتطلعات متباينة. أرسل لهم قبل بداية الدورة استبيان بسيط من خمسة أسئلة لكي تقيم احتياجهم وخبراتهم. ممكن أن تسألهم أسئلة مثل:
1/ مامدى معرفتك بأساسيات الألتراساوند؟ ٢/ماهي الأجهزة التي استخدمتها سابقا؟ ٣/مامدى معرفتك بالفحص (س)؟ ٤/ماهو أهم شيء ترغب بتعلمه من هذه الدورة؟
الاستراتيجية ٢/ وفر المحتوى التعليمي لجميع المتدربين قبل بداية الدورة.
هذه الاستراتيجية ستساعدك بأن يتعلم عدد كبير من الحضور المنهج النظري المطلوب لدورتك ويكونو أجهز للتطبيق العملي. في هذه الحالات يمكن أن تفرغ الفترة النظرية لتوضيح أي مفاهيم مبهمة لهم والإجابة على الأسئلة التي تدور في أذهانهم. ولكن ضع في بالك بأن الغالبية العظمى لن تراجع المادة قبل الدورة.
الاستراتيجية ٣/ التركيز على نقاط تعليم محددة قليلة.
من الأخطاء الشائعة هي أن يقوم المدرب بشرح العشرات من المفاهيم والأساسيات في فترة واحدة. غالبا لن يتذكر منها المتدرب ولا واحدة. ولكن لو ركز المدرب بعناية على نقطتين أو ثلاث على الأكثر سيتمكن من شرحها بدقة ومراجعتها لكي يتذكرها المتدرب وترسخ في ذهنه.
يخطئ أيضا بعض المدربين بذكر بعض الأمراض النادرة وقت الفحص وذكر أشياء متقدمة مثل المقاسات والوظائف المتقدمة للجهاز والفحوصات المعقدة التابعة للفحص. وقد يفعل المدرب ذلك من غير إدراك لكي يثبت للمتدرب خبرته لي هذا المجال.
ولكن الاستراتيجية الصحيحة هي التركيز على نقاط محدده قبل التدريب ثم مراجعتها والتأكيد عليها بعد الانتهاء من كل تدريب عملي.
الاستراتيجية ٤/ المحافظة على عدد قليل من المتدربين لكل مدرب.
النسبة المثالية هي على الأكثر 4 متدربين لكل مدرب. كل مازاد العدد في المجموعة كلما قل تفاعلهم وارتباطهم وقل الوقت المتاح لبعضهم لتجربة الفحص والسؤال. يجب أن لاينسى المدرب مهمته الأساسية في دورات الألتراساوند وهي توضيح طرق التصوير وقراءة الصورة. وينتبه من بعض المتدربين الـover-active الذين بإمكانهم أخذ وقت الغير.
في بعض الأحيان يستحيل تقليل عدد المتدربين كماهي تجربتي في جامعة ليدز. فقد أوكل لنا تدريب دفعة طلاب الطب من السنة الثانية والخامسة لثلاث سنوات على التوالي. كان في كل دفعة أكثر من ١٠٠ طالب/ة. في هذه الحالات يصعب إبقاء الجميع على انتباه للفحص ويصعب أيضا إعطاء جميع المشاركين وقتهم في التجربة العملية.
لذلك كانت طريقتي هي جلب أكثر من متدرب في نفس الوقت للفحص وتوزيع مهام محددة لكل منهم. مثلا الأول يفحص بالبروب والثاني يتحكم بإعدادات الجهاز ودقة الصورة والثالث يعلق على مايراه في الشاشة بشكل مباشر. بعد ذلك يتبادل الثلاثة مهامهم بشكل سريع ويعاودون التدرب بأدوار مختلفة.
الاستراتيجية ٥/ دمج الحالات الطبية والجانب الإكلينيكي في التدريب.
من السهل التكيز على الجانب التقني في الدورات ونسيان تطبيقاتها الإكلينيكية. لذلك من المهم أن يذكر المدرب سيناريوهات طبية شائعة يستوعب من خلالها المتدرب فائدة هذه الفحوصات على أرض الواقع. ولكن لا تكثر هذه السيناريوهات أو تكون معقدة ومتقدمة (تذكر استراتيجية ٢).
الاستراتيجية ٦/ تحضير صور لحالات مرضية لمشاركتها مع المتدربين.
في غالب الأحيان سيكون المتطوعون للفحص عبارة عن أصحاء من أعمار صغيرة. وتكون صورهم عادة طبيعية بشكل مثالي. لذلك من المهم إعداد قائمة من صور وفيديوهات واضحة للأمراض الشائعة بأشكال متختلفة وتقديمها في عرض قبل التطبيق العملي. العرض المرئي يرسخ المعلومة في ذهن المتدرب أكثر من الشرح الوصفي بالكلام. ممكن أيضا تجهيزها في تابلت لكي يستشهد بها وقت التدريب مباشرة.
الاستراتيجية ٧/ التركيز على التطبيقات الأساسية للفحوصات المراد تدريبهم عليها.
يجب أن يقاوم المدرب الرغبة بشرح التطبيقات المتقدمة ويركز على أهم التطبيقات التي بإمكانها أنقاد المريض أو تشخيصة بدقة.
مثلا في فحوصات POCUS يركز على أهم النقاط مثل الكشف عن السوائل في فحص FAST والكشف عن أي تمزق أو نزيف داخلي بسبب AAA والكشف عن وجود حمل داخل الرحم. ويبتعد في هذه المواضيع عن الغوص في تفاصيل متقدمة لكل منهم.
أيضا يجب أن لاتشرح تطبيقات متقدمة لمتدربين لايفهمون المبادئ والتطبيقات الأساسية (تذكر استراتيجية ١).
الاستراتيجية ٨/ التعاون مع خبراء في الألتراساوند من أقسام أخرى.
لا أعتقد بأنه يوجد مدرب ألتراساوند في العالم يفهم في جميع تطبيقاته الطبية (وإن وجدت أحدهم فأعتقد بأنه يكذب عليك).
لذلك من المهم أولا أن تدرب في ماتفهمه وأن تتعاون مع خبراء في الألتراساوند في التخصص الدقيق الذي تقدمه. مثلا يوجد عدد مميز من المخصصين في العلاج الطبيعي لديهم خبرة ممتازة في MSK US. وأيضا يوجد عدد من أطباء الطوارئ لديهم خبرة في POCUS. والأمر أيضا صحيح لأطباء الأوعية الدموية وخبرتهم في Vascular US. التعاون معهم (بالرغم من صعوبته) يضيف للدورة وزن وقيمة علمية جيدة.
الاستراتيجية ٩/ التأكد من تجهيز جميع المواد اللازمة والأجهزة بشكل كافي.
تأكد من توفر أهم الأدوات من أكبرها مثل الأجهزة والبروبات إلى أصغرها مثل الجل والمناديل والمخدات وطاولة الفحص.
احرص على توفير متطوعين للفحص بشكل مسبق. هذا مهم لكي تتفادى الإحراج بأن تطلب من أحد المتدربين أن يتطوع أو أن يتطوع المدرب بنفسه. فلا المتدرب استفاد (لأنه لايرى الشاشة) ولا المدرب أدى واجبه بالشكل المطلوب.
احرص أيضا على وجود شخص يضبط الوقت time-keeper خلال فترة التدريب العملي. وهناك وقتين يجب ضبطهم، الأول هو وقت الجلسات كاملة والثاني هو الوقت في داخل الجلسة بين المتدربين.
طريقتنا في ضبط الوقت الأول هو وجود شخص منظم معه جرس يدقه كلما انتهى الوقت ووجب التوجه لغرفة أخرى أو نشاط آخر. الوقت الثاني يجب أن يضبطه المدرب عن طريق متابعة الوقت للمداورة بين جميع المتدربين في محطته لإعطاء كل متدرب حقه من الـhands-on experience.
الاستراتيجية ١٠/ وجود خطة لسلامة وراحة المتطوعين.
أولا يجب أن تشرح طبيعة تطوعهم بشكل واضح. هذا يشمل نوعية الفحوصات التي ستعمل وعلى أي أجزاء من الجسم لكي يستعدو باللبس المناسب. فلا تتخيل كمية الإحراج إذا كان المتطوع يرتدي ثوب والتدريب هو لفحص DVT!
ثانيا، يجب عليك أن يكون لديك بروتوكول واضح في حال وجدت أي شيء غير طبيعي في الفحص (مثل حصوات في الكلى أو المرارة أو تليف كبدي). ممكن في هذه الحالات تجهيز تقرير وصفي بماتم مشاهدته في الفحص وإعطاء المتطوع نسخة منه لكي يقوم بمتابعة الحالة طبيا.
أتمنى أن تساعدك هذه الاستراتيجيات كدليل لتحسين الدورات المستقبلية التي تخطط لعلمها سواء في تخصص الألتراساوند أو غيره. يسعدني تواصلك معي لطلب المساعدة.


